ودانوا بها وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد وقوانينهم، ورجعوا إلى الحق وعمرت المساجد بالصلوات وحلقات العلم وأديت الزكوات وصام الناس رمضان كما شرع الله عز وجل، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار والقرى والطرق والبوادي ووقف أهل البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة، وأرسل إليهم الشيوخ المرشدين والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين والمرشدين والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها، وانتشر فيها الحق وظهر فيها دين الله عز وجل، ثم استمرت الدعوة، وبعد فراغ الدعاة وآل نجد امتدت الدعوة إلى الحرمين وجنوب الجزيرة، فلما لم تجب الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب واتخاذ القبور ووجود الشرك عندها والسؤال لأربابها، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد، بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة، وتوجه إلى جهة الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة، وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، وساعدوه حتى استولى على الطائفة، وخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيها الدعوة إلى الله، وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك وعبادة ابن عباس وغيرهم مما كان يعبده هناك الجهال والسفهاء من أهل الطائف، ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه