للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة، «ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال: " مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى (١)»

فدل ذلك على: التوسعة في هذا الأمر، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه، والأفضل: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالبة وهو أن يقوم بثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأله عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا (٢)». وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة (٣)».

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه كان يتهجد في بعض الليالي بأقل من ذلك، وثبت عنه أيضا صلى الله


(١) رواه البخاري في (كتاب الجمعة) برقم (٩٣٦)، ورواه مسلم في (كتاب صلاة المسافرين) برقم (١٢٣٩)، واللفظ متفق عليه.
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١١٤٧)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٣٨)، سنن الترمذي الصلاة (٤٣٩)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٩٧)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٤١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٣٦)، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٦٥).
(٣) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٣٦)، سنن النسائي الأذان (٦٨٥)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٣٦)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٥٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢١٥)، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٦٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٧٣).