وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه، دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (١)».
فالمتوكل على الله يثق في عطاء المعطي الذي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، يثق فيما عند الله الذي قد سمى نفسه بالمعطي، والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، الذي يعطي بغير حساب، يعطي الكافر كما يعطي المؤمن ويعطي الفاسق كما يعطي التقي، أفلا يعطي من توكل عليه وفوض أمره إليه ووثق فيما عنده، بلى فهو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه.
ثاني عشر: المعز المذل:
فهو يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا مذل لمن أعز، ولا معز لمن أذل.
(١) أخرجه البخاري في (الصحيح) (٢/ ٣٢٥) رقم (٨٤٤) من حديث المغيرة بن شعبة، ومسلم في (الصحيح) كتاب (الصلاة) (١/ ١٩٤)، وأبو داود في (السنن) كتاب (الصلاة) الباب (١٤٠)، والترمذي في (الجامع) كتاب (المواقيت) الباب (١٠٨)، وابن ماجه في (السنن) كتاب (الإقامة) الباب (١٨)، والدارمي في (السنن) كتاب (الصلاة) الباب (٧١)، وأحمد في (المسند) (٤/ ٩٣).