للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرضا بنبيه رسولا يتضمن كمال الانقياد له.

أما الرضا بدينه فإنه يتضمن الرضا بحكمه وامتثال أمره والانتهاء عن نهيه رضا كاملا.

والرضا بالله ربا فرض ومن لم يرض بربه لم يصح له إسلام ولا عمل ولا حال.

وقال ابن تيمية: (المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله، والرضا بعده، فمن توكل على الله قبل الفعل، ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية، وقال بشر الحافي: يقول أحدهم توكلت على الله، يكذب على الله، لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به) (١).

وقد وردت نصوص شرعية عديدة في الرضا ومنها:

قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (٢) {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} (٣) {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} (٤) {وَادْخُلِي جَنَّتِي} (٥).

وقال صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني


(١) تهذيب مدارج السالكين ص (٣٦٣ - ٣٨١).
(٢) سورة الفجر الآية ٢٧
(٣) سورة الفجر الآية ٢٨
(٤) سورة الفجر الآية ٢٩
(٥) سورة الفجر الآية ٣٠