للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حجة فيه) (١).

القول الثاني: أن القراءة الشاذة حجة في الأحكام الشرعية.

وذهب إلى هذا القول بعض الأصوليين، ومنهم السرخسي، وأمير باد شاه، وابن قدامة، والطوفي، وابن اللحام، وأبو الحسين البصري.

قال السرخسي رحمه الله تعالى: (فإن قيل: فقد أثبتم بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه " فصيام ثلاثة أيام متتابعات " كونه قرآنا في حق العمل به، ولم يوجد فيه النقل المتواتر. . .

قلنا: نحن ما أثبتنا بقراءة ابن مسعود كون تلك الزيادة قرآنا، وإنما جعلنا ذلك بمنزلة خبر رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلمنا أنه ما قرأ بها إلا سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخبره مقبولة في وجوب العمل به) (٢).

وقال أمير باد شاه رحمه الله تعالى: (القراءة الشاذة حجة ظنية) (٣).

وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى: (فأما ما نقل نقلا غبر متواتر كقراءة ابن مسعود رضي الله عنه: " فصيام ثلاثة أيام متتابعات " فقد قال قوم: ليس بحجة. . . والصحيح: أنه


(١) المحلى (٤/ ٢٥٥).
(٢) أصول السرخسي (١/ ٢٨١).
(٣) تيسير التحرير (٣/ ٩).