الساعة ومن علاماتها الكبرى، وهو موضوع بحثنا في هذا المقال.
القول الثاني: هو عبد الله السفاح الذي ولي أمر بني العباس، وأصحاب هذا الرأي يقولون: إن المهدي قد ظهر وحكم وانتهى زمانه ومضت أيامه، وهو مهدي بني العباس الذي ولي الخلافة وسلب الحكم من بني أمية وهو السفاح.
وقد ضعف هذا القول ابن قيم الجوزية في كتابه (المنار المنيف) قال -رحمه الله- في كتابه المذكور ص ١٤٩: القول الثاني: إن المهدي الذي ولي من بني العباس وقد انتهى زمانه، وقال ابن القيم واحتج أصحاب هذا القول بما رواه الإمام أحمد في مسنده: حدثنا وكيع عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي (١)». قال ابن القيم:(علي بن زيد) قد روى له مسلم متابعة ولكن هو ضعيف وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما يتفرد به.
وأصحاب هذا الرأي قالوا بأن الرايات أقبلت من خراسان يحملها أبو مسلم الخراساني أيام السفاح، واستولى بها على ملك بني أمية، وقد انتهى أمره، ومضى زمانه، وهو المهدي المذكور في الحديث.
القول الثالث: هو قول الشيعة الكيسانية والشيعة الإمامية، وسيأتي بيان ذلك مفصلا في هذا البحث في موضعه.