للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول الرابع: هم دعاة المهدي الذي يزعمونها ادعاء وكذبا وزورا، وهؤلاء هم دعاة الضلالة المغرضون الذين يتسترون وراء هذه الدعوة طمعا بالملك ورغبة في استلام السلطة وحبا بالرياسة لتحقيق أطماع والوصول إلى غايات رسمها الشيطان لهم، وكثير من الضلال من أهل الأهواء ادعى أنه المهدي المنتظر يريد إصلاح أمر الأمة على حد زعمه وذلك منذ عصر بني العباس إلى يومنا هذا، وسيأتي بيانه في موضعه مفصلا.

القول الخامس: هم نفاة المهدي وأنه لا مهدي إلا عيسى ابن مريم، وهناك من نفى قضية المهدي مطلقا وكذلك نفى نزول عيسى -عليه السلام - واعتبر الأحاديث الواردة في ذلك هي رمز لنصرة المسلمين وإعزازهم.

وقد نفى بعض العلماء قديما وحديثا ظهور المهدي وأنه لا مهدي إلا عيسى ابن مريم مستدلين بالحديث التالي: عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم (١)» رواه ابن ماجه في سننه.

ويرى البعض من العلماء أن قضية المهدي من وضع الشيعة والفرق الباطنية وسيأتي في موضعه.

أجوبة العلماء على حديث: «لا مهدي إلا عيسى (٢)»:

وقد ضعف علماء الإسلام حديث أنس المتقدم، حيث يوجد في سنده راو مجهول، وهو (محمد بن خالد الجندي) كما


(١) سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٣٩).
(٢) سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٣٩).