الأعلى المودودي في كتابه (البيانات) قال -رحمه الله-: ولا يمكن بتأويل مستبعد أن في الإسلام منصبا دينيا يعرف (بالمهدوية) يجب على كل مسلم أن يؤمن به ويترتب على عدم الإيمان به طائفة من النتائج الاعتقادية والاجتماعية في الدنيا والآخرة. انتهى.
٦ - ومن نفاة المهدي المنتظر الأستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف في تعليقه على (تحفة الأحوذي لشرح جامع الترمذي) للحافظ محمد عبد الرحمن المباركفوري المتوفى سنة ١٣٥٣ هـ. قال المعلق: ص ٤٧٤ ج ٦: يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث المهدي إنما هي موضع شك، وأنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من وضع الشيعة. انتهى.
أقول: والحق أن الأحاديث الواردة في شأن المهدي دلت على ظهور إمام للمسلمين في آخر الزمان عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام كما سيأتي في موضعه.
ولا شك أن هذه الأقوال المتقدمة التي نفت ظهور المهدي هي أقوال مردودة للأدلة الصحيحة الصريحة الثابتة في كتب الحديث في باب أشراط الساعة وعلاماتها والتي تفيد خروج المهدي في نهاية الدنيا، فلا مجال لردها ولا مبرر لرفضها ولا معنى لتأويلها عن ظاهرها وصرفها عن حقيقتها فهي نصوص واضحة في هذا الباب. والله أعلم وإليه المآب.