للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص ٢١١ ج ٤ قال رحمه الله: إن طوائف كثيرة ادعى كل منهم أنه المهدي المبشر به، مثل مهدي القرامطة الباطنية الذي أقام دعوتهم بالمغرب من ولد ميمون القداح، وادعوا هذا من ولد محمد بن إسماعيل وإلى ذلك انتسب الإسماعيلية، وهم ملاحدة في الباطن خارجون عن جميع الملل أكفر من الغالية النصيرية، ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة مع إظهار التشيع وجدهم رجل يهودي كان ربيبا لرجل مجوسي، وقد كانت لهم دولة وأتباع وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم وهتك أستارهم مثل كتاب القاضي أبي بكر الباقلاني، والقاضي عبد الجبار الهمداني، وكتاب الغزالي ونحوهم.

وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) ص ١٦١ ج ١١ بعد أن ذكر أعمال القرامطة الوحشية الإجرامية في معقل الإسلام والمسلمين قال: وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة، وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين نبغوا في هذه السنة ببلاد أفريقية من أرض المغرب ويلقب أميرهم بالمهدي وهو: (أبو محمد عبيد الله بن ميمون القداح) وقد كان صباغا بسلمية وكان يهوديا، فادعى أنه أسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد أفريقية فادعى أنه شريف فاطمي فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر وغيرهم من الجهلة، وصارت لهم دولة فملك مدينة سجلماسة ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية، وكان قرار ملكه بها وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه.

قال ابن قيم الجوزية في كتابه (المنار المنيف) ص ١٥٣: