ثم خرج المهدي الملحد (عبيد الله بن ميمون القداح) وكان جده يهوديا من بيت مجوس فانتسب بالكذب والزور، واستفحل أمره إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام، واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم. وكانوا يدعون الإلهية ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها، وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين، فتستروا بالرفض والانتساب كذبا لآل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه، ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب، فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم.
٢٠ - وممن ادعى أنه المهدي المنتظر (محمد بن تومرت) في بلاد المغرب وهو من جبل السوس في أقصى بلاد المغرب، جاء في (منهاج السنة) ص ٢١٣ ج ٤، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وممن ادعى أنه المهدي ابن تومرت الذي خرج أيضا في بلاد المغرب وسمى أصحابه (الموحدين)، وكان يقال له في خطبهم (الإمام المعصوم والمهدي المعلوم)، وقد علم بالاضطرار أنه ليس هو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
قال ابن خلكان في تاريخه (وفيات الأعيان) ص ٤٥ ج ٥، قال:(المهدي بن تومرت) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المنعوت بالمهدي الهرغي صاحب دعوة عبد المؤمن بن علي بالمغرب - وكان ابن تومرت ينتسب إلى الحسن بن