وهذه هي خلاصة ما كتبه الدكتور الموسوي في عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة الإمامية وهو لا يستبعد ذلك ما دام أن الله على كل شيء قدير.
أقول: لا شك أن الله تبارك وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه على كل شيء قدير. ولكن إثبات قصة صاحب السرداب محمد بن الحسن العسكري وأنه المهدي المنتظر بدليل حياة نوح عليه السلام، وطول مكثه في الأرض وبقصة أصحاب الكهف وبحياة عيسى ابن مريم في السماء لهو استدلال مرفوض لأن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية أثبتت ذلك وتحدثت عن المذكورين، ولم يثبت دليل واحد من القرآن أو السنة بسند صحيح أو ضعيف تشير إلى اختفاء محمد بن الحسن العسكري في سرداب سامراء وأنه الإمام المنتظر في آخر الزمان. وإنما هي حكايات عن أئمة الشيعة تناقلوها فيما بينهم كما صرح بذلك الدكتور. وبمثل هذه الحكايات الموروثة لا تثبت بذلك الأمور الغيبية إنما تثبت بالقرآن أو السنة المطهرة، وكذا الحالة في كل أمر غيبي لا يثبت إلا بدليل شرعي لا بالعقل والاجتهاد ولا بالمنامات أو المكاشفات، وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة البحث.
ومما يستحق الذكر فإن الدكتور الموسوي له كتاب جيد مفيد سماه (الثورة البائسة) كشف فيه خفايا الأمور، وصرح فيه عما لا يعرفه إلا أمثاله من المطلعين المعاصرين للأحداث، فحري بطلبة العلم أن يطلعوا عليه ويقفوا على ما فيه لتحذير