المحض والتطلع إلى عالم مليء بالخيرات والفضائل والحسنات، عالم مثالي طالما دعا إليه أفلاطون في جمهوريته، والفارابي الفيلسوف في مدينته الفاضلة، مضافا إلى تلك النظرية المثالية قيما إسلامية رفيعة.
وقال في كتابه المشار إليه ص ٦٣: ولو أن الاعتقاد بوجود المهدي بقي محصورا في الإيمان بوجود إمام غائب من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر في يوم ما ويملأ الأرض قسطا وعدلا لكان المسلمون بخير، ولكن مع الأسف الشديد أن فقهاء المذهب الجعفري ألصقوا إلى المهدي جناحين شوهوا بهما صورة المهدي الرفيعة الوضاءة. وهذان الجناحان بدعتان كبيرتان ألصقتا بالمذهب الشيعي في عهد ظهور الصراع بين الشيعة والتشيع وهما تتناقضان مناقضة صريحة واضحة مع نصوص القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل الإمام علي والأئمة من بعده.
البدعة الأولى: هي تفسير الخمس في أرباح المكاسب.
والبدعة الثانية: هي ولاية الفقيه في المجتهدين.
وقال: إن الزعامات المذهبية التي تولت أمور الشيعة الدينية بعد الغيبة الكبرى بسبب فتح باب الاجتهاد، ولا زالت هي الماسكة بزمام العقيدة الشيعية حتى هذا اليوم كانت وراء هاتين البدعتين، وأسهب في حديثه عن هاتين البدعتين في كتابه المذكور لغاية ص ٧٨ وقد أجاد وأفاد في توضيح هاتين المسألتين.