للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليهم أجمعين؟

وحديث آخر يحضرني «رأى عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثر الحصير في جنبه الشريف فبكى عمر، فقال له: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقال: إني لا أرى إلا ما أرى في بيت مال المسلمين، وأرى كسرى وقيصر وهما ما هما عليه من الشرك - متنعمان بالفرش الوثيرة، وأنت رسول الله وصفوته من خلقه هكذا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة (١)» فهل هذا صحيح؟

فهل هذا كله من باب الزهد والإعراض عن الدنيا والإقبال على الدار الآخرة؟ أم أن هذا كان في أول الإسلام فلما كثر المال واغتنى المسلمون من فضل الله تعالى أصبح الأمر كما بينا، وهل هذه الأحاديث إن كانت صحيحة تتعارض مع سورة الضحى؟ وهذا ما لا أعتقده، أفتونا بالجواب الصحيح أثابكم المولى جل وعلا.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:

ج ٢، ٣، ٤: لا تعارض بين ما ذكرت لأمرين:

الأول: أنه كان فقيرا فأغناه الله، كما هو نص آيتي الضحى.


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٩١٣)، صحيح مسلم الطلاق (١٤٧٩)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣١٨)، سنن النسائي الصيام (٢١٣٢)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٤).