للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أنه مع كثرة ما أعطاه الله وتحقق رضاه بما أعطاه من الخيرات المادية وغيرها كانت مسئولياته تجاه أمته ومصالحها العامة والخاصة أعظم، وبذله ونفقاته في ذلك أكثر من دخله، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، كما وصفه أعرابي بذلك لقومه في ثنائه عليه، ومن ذلك قضاؤه لدين من مات وعليه دين، وتكفله من مات عائلهم بتولي جميع شئونهم من رعاية ونفقات، وقد ثبت عنه أنه قال: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فهو لورثته (١)» رواه أحمد والبخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، وإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني، فأنا مولاه (٢)» رواه البخاري، فلم تكن قلة ماله أخيرا عن فقر، بل عن بذل وكرم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) صحيح البخاري الحوالات (٢٢٩٧)، صحيح مسلم الفرائض (١٦١٩)، سنن الترمذي الجنائز (١٠٧٠)، سنن النسائي الجنائز (١٩٦٣)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٥٥)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤١٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٥٣)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٩٤).
(٢) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٧٨١)، صحيح مسلم الفرائض (١٦١٩)، سنن الترمذي الجنائز (١٠٧٠)، سنن النسائي الجنائز (١٩٦٣)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٥٥)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤١٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٥٣)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٩٤).