وأشهر هذه الأنواع وأكثرها ورودا هو الاستفتاح بأحرف التهجي، وقد بحثها العلماء من وجوه مختلفة ومعاني متعددة. وينبغي أن نوضح قبل ذكر أقوال العلماء في الأحرف المقطعة بعض الأمور:
أولا: أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث صحيح مرفوع في معنى هذه الأحرف. ومن ثم فإن القول في تفسيرها لا سند له من الكتاب أو السنة الصحيحة بالنص.
ثانيا: أن افتتاح الكلام بالأحرف الهجائية المقطعة أسلوب لم يكن معروفا عند العرب ولم يألفوه من قبل وإنما كان أسلوبا جديدا؛ ولذا فلن نجد لها شاهدا من كلام العرب.
ثالثا: أنه إذا لم يكن تفسير هذه الأحرف قد ورد في الكتاب ولا في السنة، وليس له شاهد في لغة العرب؛ فإن الأقوال فيها محض تخرصات، لا يصح أبدا أن يجزم أحد بمعناها، كما قال الشوكاني رحمه الله تعالى: (اعلم أن من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازما بأن ذلك هو ما أراده الله عز وجل فقد غلط