للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرجف فؤاده خشية أن يأتي أحد بمثل ما جاء به، بل برز إليهم مكررا تحديه عدة مرات، ومستثيرا للهمم وموقظا لها، ومسفها لأحلامهم، وساخرا، وناقضا لمعتقداتهم، ومبطلا لمبادئهم وعاداتهم، مما يرفع درجة التحدي إلى أعلاها.

وكرر عليهم التحدي بأساليب مختلفة ودعاهم إلى أن يجتمعوا مع من شاءوا حتى الجن، ويخبر سلفا - لزيادة الإثارة والتحدي - أنهم لن يستطيعوا مع ذلك الإتيان بمثله.

ونجد التحدي في أوائل السور فهو حين يقول: {الم} (١) يقول بعدها: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (٢)، أو يقول: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (٣). وحين يقول: {طس} (٤) يقول بعدها: {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} (٥)، أو يقول: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (٦).

وهكذا في الآيات الأخرى التالية للأحرف المقطعة نجدها تتحدث عن القرآن الكريم، وكأنما في هذا إشارة إلى أن القرآن الكريم الذي تحداكم الله سبحانه وتعالى به إنما هو مؤلف من هذه الأحرف التي تقرءون بها، وبها تكتبون، وهي الألف واللام


(١) سورة البقرة الآية ١
(٢) سورة البقرة الآية ٢
(٣) سورة لقمان الآية ٢
(٤) سورة النمل الآية ١
(٥) سورة النمل الآية ١
(٦) سورة القصص الآية ٢