للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا، وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيمية).

ثم قال: (قلت: ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة) ثم ذكر أمثلة قال بعدها: (وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم) (١).

وقال الراغب الأصفهاني: (وقال: - ألم - ذلك الكتاب، تنبيها أن هذا الكتاب مركب من هذه الحروف التي هي مادة الكلام) (٢) وقال: (إن المفهوم الأظهر بلا واسطة ما ذهب إليه المحققون من أهل اللغة، كالفراء وقطرب وهو قول ابن عباس وكثير من التابعين. . . . وهو: أن هذه الحروف لما كانت هي عنصر الكلام ومادته التي تركب منها بين تعالى أن هذا الكتاب من هذه الحروف التي أصلها عندكم، تنبيها على إعجازهم وأنه لو كان من عند البشر لما عجزتم - مع تظاهركم - عن معارضته) (٣).


(١) تفسير ابن كثير، ج١ ص ٣٧، ٣٨.
(٢) مقدمة جامع التفاسير: الراغب الأصفهاني، ص ١٠٥.
(٣) مقدمة جامع التفاسير: الراغب الأصفهاني، ص ١٤٢.