للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتطاولة - وهم (١) أمراء الكلام، وزعماء الحوار، وهم الحراص على التساجل في اقتضاب الخطب، والمتهالكون على الافتنان في القصيد والرجز، ولم يبلغ من الجزالة، وحسن النظم، المبالغ التي بزت بلاغة كل ناطق، وشقت غبار كل سابق، ولم يتجاوز الحد الخارج من قوى الفصحاء، ولم يقع وراء مطامح أعين البصراء - إلا لأنه ليس بكلام البشر وأنه كلام خالق القوى والقدر، وهذا القول من القوة والخلاقة بالقبول بمنزل) (٢).

وقال البيضاوي: إنها (. . . إيقاظا لمن تحدي بالقرآن، وتنبيها على أن أصل المتلو عليهم كلام منظوم مما ينظمون منه كلامهم) (٣) ثم وصف هذا القول بأنه: (أقرب إلى التحقيق وأوفق للطائف التنزيل وأسلم من لزوم النقل ووقوع الاشتراك في الأعلام. . . .) (٤) وقال أبو السعود العمادي: (وإليه جنح أهل التحقيق) (٥).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: (وقال آخرون: بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، وقد حكى


(١) من قوله (وهم) إلى قوله (أعين البصراء) جملة اعتراضية.
(٢) الكشاف: الزمخشري ج١ ص ١٦.
(٣) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: البيضاوي، ج١ ص ٤٢.
(٤) المرجع السابق، ج١ ص ٤٥.
(٥) إرشاد العقل السليم: أبو السعود العمادي، ج١ ص ٢١.