للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي حروف أ، ب، ت، ث، فجاء بعضها مقطعا، وجاء تمامها مؤلفا ليدل القوم الذين نزل عليهم القرآن أنه بحروفهم التي يعقلونها لا ريب فيه).

ونقل أبو الليث السمرقندي عن بعضهم - ولم يسمه -: (أن المشركين كانوا يقولون: لا نفقه هذا القرآن، لأنهم قالوا: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} (١) فأراد أن يبين لهم أن القرآن مركب على الحروف التي ركبت عليها ألسنتكم، يعني هو على لغتكم، وما لكم لا تفقهون؟ وإنما أراد بذكر الحروف: تمام الحروف، كما أن الرجل يقول: علمت ولدي: أ، ب، ت، ث،. . . وإنما يريد به جميع الحروف ولم يرد به الحروف الأربعة خاصة) (٢).

أما الزمخشري فقد أفاض في بيان هذا المعنى للأحرف المقطعة فقال: (إنها كالإيقاظ وقرع العصا لمن تحدي بالقرآن وبغرابة نظمه، وكالتحريك للنظر في أن هذا المتلو عليهم - وقد عجزوا عنه عن آخرهم - كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ليؤديهم النظر إلى أن يستيقنوا إن لم تتساقط مقدرتهم دونه ولم تظهر معجزتهم عن أن يأتوا بمثله بعد المراجعات


(١) سورة فصلت الآية ٥
(٢) تفسير أبي الليث السمرقندي، (بحر العلوم) ج١ ص ٢٥١.