للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذكر القرآن وتنزيله أو كتابيته إلا في {كهيعص} (١) و {الم} (٢) {أَحَسِبَ النَّاسُ} (٣) و {الم} (٤) {غُلِبَتِ الرُّومُ} (٥) ووجه تخصيص بعض تلك الحروف بالتهجي دون بعض، وتكرير بعضها لأمر لا نعلمه، ولعله لمراعاة فصاحة الكلام.

ويؤيده أن معظم مواقع هذه الحروف في أوائل السور المكية عدا البقرة على قول من جعلوها كلها مدنية، وآل عمران، ولعل ذلك لأنهما نزلتا بقرب عهد الهجرة من مكة، وأن قصد التحدي في القرآن النازل بمكة قصد أولي.

ويؤيده أيضا الحروف التي أسماؤها مختومة بألف ممدودة مثل الياء، والهاء، والراء، والطاء، والحاء، قرئت فواتح السور مقصودة على الطريقة التي يتهجى بها للصبيان في الكتاب طلبا للخفة) (٦).

ولم يكتف ابن عاشور بترجيح هذا القول، بل بنى عليه ترجيح أن جميع الأحرف المقطعة آيات مستقلة وليست بأجزاء من آيات، فقال: (والصحيح عن الكوفيين أن جميعها آيات وهو اللائق بأصحاب هذا القول إذ التفصيل تحكم، لأن الدليل مفقود والوجه عندي أنها آيات، لأن لها دلالة تعريضية كنائية، إذ المقصود إظهار عجزهم أو نحو ذلك فهي تطابق مقتضى الحال


(١) سورة مريم الآية ١
(٢) سورة العنكبوت الآية ١
(٣) سورة العنكبوت الآية ٢
(٤) سورة الروم الآية ١
(٥) سورة الروم الآية ٢
(٦) التحرير والتنوير: ابن عاشور، ج١ ص ١٩٨، ١٩٩.