للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع ما يعقبها من الكلام، ولا يشترط في دلالة الكلام على معنى كنائي أن يكون له معنى صريح، بل تعتبر دلالة المطابقة في هذه الحروف تقديرية، إن قلنا باشتراط ملازمة دلالة المطابقة لدلالة الالتزام) (١).

أما الأستاذ رشيد رضا، فقد أورد رأي أستاذه محمد عبده الذي قال: ألم هو وأمثاله أسماء للسور المبتدأة به. . . إلخ).

ولم يرتض الأستاذ هذا المعنى، وبين ما يراه بقوله: (وأقول الآن - أولا - إن هذه الحروف تقرأ مقطعة بذكر أسمائها لا مسمياتها فنقول: ألف، لام، ميم، ساكنة الأواخر؛ لأنها غير داخلة في تركيب الكلام فتعرب بالحركات.

ثانيا: إن عدم إعرابها يرجح أن حكمة افتتاح بعض السور المخصوصة بها للتنبيه لما يأتي بعدها مباشرة من وصف القرآن، والإشارة إلى إعجازه. . .

ثالثا: اقتصر على جعل حكمتها الإشارة إلى إعجاز القرآن بعض المحققين من علماء اللغة وفنونها، كالفراء، وقطرب، والمبرد، والزمخشري، وبعض علماء الحديث، كشيخ الإسلام أحمد تقي الدين بن تيمية، والحافظ المزي، وأطال الزمخشري في بيانه وتوجيهه بما يراجع في كشافه، وفي تفسير البيضاوي


(١) التحرير والتنوير: ابن عاشور، ج١، ص ٢٠٤.