للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بهذا أيضا البيضاوي وفصله وزاد عليه أقساما أخرى من غير إشارة للزمخشري أو الباقلاني (١)، كما نقل ابن كثير قول الزمخشري مجملا (٢)، أما الألوسي فقد وصف هذا المعنى بأنه من عجائب هذه الفواتح (٣)، كما ذكره الزركشي الذي تعقب الزمخشري وأضاف إلى تقسيماته ما ذكرته في الجدول المرفق، كما نقل ابن عاشور عبارة الزمخشري، وأشار إلى زيادة البيضاوي ثم عقب بذكر محصول كلامهما.

وقد عارض هذا الرأي بعض المفسرين وأولهم أبو حيان الذي قال: (وقد أطال الزمخشري وغيره الكلام على هذه الحروف بما ليس يحصل منه كبير فائدة في علم التفسير، ولا يقوم على كثير من دعاويه برهان) (٤).

وأشهر المعارضين لهذا الرأي الإمام الشوكاني مع وصفه له بأنه (من أدق ما أبرزه المتكلمون في معاني هذه الحروف) (٥) ونقله لقول الزمخشري كاملا بنصه إلا أنه عقب عليه بقوله: (وأقول هذا التدقيق لا يأتي بفائدة يعتد بها. . .)، ثم قال: (. . . ثم كون هذه الحروف مشتملة على النصف من جميع الحروف التي تركبت لغة العرب منها، وذلك النصف مشتمل على


(١) أنوار التنزيل: البيضاوي، ج١ ص ٤٢، ٤٣.
(٢) تفسير ابن كثير، ج١ ص ٣٧.
(٣) روح المعاني: الألوسي، ج١ ص ١٥١.
(٤) البحر المحيط: أبو حيان، ج١ ص ٣٥.
(٥) فتح القدير: الشوكاني، ج١ ص ٢٩.