للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنصاف تلك الأنواع من الحروف المتصفة بتلك الأوصاف هو أمر لا يتعلق به فائدة لجاهلي ولا إسلامي، ولا مقر ولا منكر ولا مسلم ولا معارض، ولا يصح أن يكون مقصدا من مقاصد الرب سبحانه، الذي أنزل كتابه للإرشاد إلى شرائعه والهداية به) ثم قال: (وهب أن هذه صناعة عجيبة ونكتة غريبة، فليس ذلك مما يتصف بفصاحة ولا بلاغة، حتى يكون مفيدا أنه كلام بليغ أو فصيح، وذلك لأن هذه الحروف الواقعة في الفواتح ليست من جنس كلام العرب حتى يتصف بهذين الوصفين، وغاية ما هناك أنها من جنس حروف كلامهم ولا مدخل لذلك فيما ذكر) (١).

ومن المعاصرين، عارض هذا الرأي محمد أبو فراخ، ليس من ناحية الفكرة، وإنما لعدم انضباطها، فهو يقول: (وذكر الزمخشري حروف الصفات السابقة، وإننا لا نؤيده في هذه الطريق، حيث إنها غير منضبطة في جميع الصفات فكيف نقسم حروف القلقلة الخمسة إلى نصفين، والمجهورة تسعة عشر حرفا والمستعلية سبعة. . إلخ تلك الصفات التي لا تنصيف فيها) (٢) ثم نقل رد الشوكاني.

أما الدكتور عبد المقصود جعفر فقد بنى كتابه الفواتح الهجائية وإعجاز القرآن على هذا الرأي وأشار إلى ذلك في مقدمته فقال عن الزمخشري: (. . . وهو صاحب الرأي الذي اخترته في


(١) فتح القدير: الشوكاني، ج١ ص ٣٠.
(٢) حروف المعجم في فواتح السور: د. محمد أحمد أبو فراخ، ص ٢٣٣.