للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يألفه منها، بل يتردد على لسانه وسمعه أحب هذه الأصوات إليه نطقا وسمعا واستعمالا.

وإذا كان يمكن القول بأن العربي الأول يتجه في لغته نحو هذه الأصوات الأخيرة اتجاها فطريا تلقائيا، فإنه لا يمكن القول إطلاقا بأنه حاول في إحدى المرات أن يستقرئ حروف هذه اللغة حرفا حرفا؛ ليعرف أيها أسهل مخرجا أو أقوى سمعا أو أكثر انتشارا. . . ولا كانت الوسائل العلمية على عهده تعينه أصلا على شيء من ذلك. فإذا تحقق ذلك فعلا على يد أحدهم فإنه لا يمكن أن يكون مصادفة عشوائية ولا يمكن أن يكون غير معجزة حقيقية) (١).

ومع اعتماده لهذا الرأي وأخذه به فقد نقده نقدا دقيقا، فوصف تقسيم الزمخشري هذه الأحرف إلى مجهورة ومهموسة. . . إلخ بأنه - يعني الزمخشري - بذل فيه جهده ولم يعارضه فيه أحد من القدماء. . . بل سلم به أيضا فريق من المحدثين خلال تعرضهم في بعض أبحاثهم لمسألة الحروف المقطعة وهذا - في الواقع - مسلك غير دقيق (٢).

ثم ذكر بعض التعليقات وهي التي تهمنا في بيان المآخذ والردود على هذا الرأي فمنها:

أولا: أن اختيار القرآن لحروف الفواتح الهجائية - وإن دل على إعجازه حين ينظر إليه في ضوء الدراسات اللغوية - إلا أنه لم يبن أصلا على أساس أن يكون في جملته وتفصيله نسخة من


(١) الفواتح الهجائية: د. السيد عبد المقصود جعفر، ص ١١٥، ١١٦.
(٢) الفواتح الهجائية: د. السيد عبد المقصود جعفر، ص ١١٦، ١١٧.