للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التقسيمات والتصنيفات المتبعة في هذه الدراسات.

ثانيا: أن القرآن كتاب له طبيعته الخاصة، وله أهدافه المحددة، وله وسائله البيانية أيضا في تحقيق هذه الأهداف، ويدخل في هذه الوسائل بلا شك الفواتح الهجائية. . . وليست الفواتح منزلة. . . كي تكون تابعا لمسألة أقسام الحروف وأنواعها، أو لتصب صبا في قوالبها، وإنما هي تابعة أصلا لأهداف الكتاب الذي أنزلت فيه ولوسائله البيانية الخاصة. . .

ثالثا: ليس هناك اتفاق أصلا بين اللغويين والباحثين على نتائج هذه الدراسات اللغوية. . . خصوصا بين القدماء والمحدثين، بل بين المحدثين أنفسهم أحيانا، ففي صفات الحروف مثلا نجد أن الطاء والقاف من الأصوات المجهورة عند القدماء. . . وهما من الأصوات المهموسة عند المحدثين، وكذلك الضاد الرخوة قديما. . . وهي من الأصوات الشديدة حديثا، ويعلل البعض ذلك بأنه قد يرجع إلى اختلاف النطق بيننا وبينهم في هذه الأصوات. . . فبأي معيار نأخذ لو أردنا - ولو تكلفا - أن نضبط حروف الفواتح على أساس أن فيها النصف من كل نوع من أنواع الحروف؟

رابعا: أن هذا الضبط الذي ذكرناه أمر مستحيل أصلا - على أي معيار - في أغلب التصنيفات الخاصة بصفات الحروف؛ لأن هذه التصنيفات متعددة متنوعة فمنها ما هو زوجي العدد، ومنها ما هو فردي، ومنها ما هو حرف واحد، ومنها ما هو متميز، ومنها ما هو مندرج في غيره. . . فكيف يمكن الإتيان بالنصف.