للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السهيلي: (وهذا القول من أحبار اليهود وما تأولوه من معاني هذه الحروف محتمل حتى الآن أن يكون من بعض ما دلت عليه هذه الحروف المقطعة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذبهم فيما قالوا من ذلك ولا صدقهم) (١).

وقد رد المنكرون لهذا القول على أدلتهم، فقالوا عن الدليل العقلي: إن قصر المراد من الفواتح على وجهين (التهجي، وحساب الجمل) غير مسلم، فالأقوال كثيرة وليس بعضها أولى من بعض، وإذا سلمنا جدلا بقصر المراد على هذين الوجهين فأنى لهم إبطال الأول منهما وقد قال به جمهرة من المفسرين، ثم أنى لهم تعين الثاني وليس له مستند من النقل ولا من العقل (٢).

أما الدليل النقلي فقد رده المنكرون من ناحية السند ومن ناحية المتن.

أما السند: فقد قال ابن كثير: فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به (٣)، وقال الشوكاني سنده ضعيف (٤)، وقال الأستاذ أحمد شاكر: (فهذا إسناد ضعيف جهله ابن إسحاق فجاء به معلقا بصيغة التمريض. . .) (٥) والعجيب أن ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى


(١) الروض الأنف: السهيلي، ج٤ ص ٤١٨، ٤١٩.
(٢) مختصر البيان: د. حسن عبيدو، ص ٤٤.
(٣) تفسير ابن كثير، ج١ ص ٣٨.
(٤) فتح القدير: الشوكاني، ج١ ص ٣١.
(٥) تفسير الطبري: ج١ ص ٢١٨ الهامش.