للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد استدل بهذا الحديث مع وصفه لمحمد بن السائب الكلبي بأنه ممن لا يجوز الاحتجاج بنقله (١) قال الأستاذ شاكر: (فكان عجبا منه - يعني الطبري - بعد هذا أن يحتج بهذه الروايات المتهافتة ويرضى هذا التأويل المستنكر بحساب الجمل) (٢).

أما المتن: فقد قال البيضاوي: (والحديث لا دليل فيه لجواز أنه عليه السلام تبسم تعجبا من جهلهم) (٣) وقال ابن كثير عن هذا الحديث: (. . . وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته. . . وقال: (. . . ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة. وإن حسبت مع التكرر فأطم وأعظم والله أعلم) (٤) وقال الشوكاني: (فانظر ما بلغت إليه أفهامهم - يعني اليهود - من هذا الأمر المختص بهم من عدد الحروف مع كونه ليس من لغة العرب في شيء، وتأمل أي موضع أحق بالبيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموضع، فإن هؤلاء الملاعين قد جعلوا ما فهموه عند سماع {الم} (٥) {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (٦) من ذلك العدد موجبا للتثبيط عن الإجابة له والدخول في شريعته، فلو كان لذلك معنى يعقل


(١) تفسير الطبري، ج١ ص ٦٦.
(٢) تفسير الطبري، ج١ ص ٢٢٠ الهامش.
(٣) أنوار التنزيل: البيضاوي، ج١ ص ٤٤.
(٤) تفسير ابن كثير، ج١ ص ٣٨.
(٥) سورة البقرة الآية ١
(٦) سورة البقرة الآية ٢