للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - وقالوا: إنهما نسكان يعقبهما الحل، فكان حاصلا بهما (١).

٣ - واستدل أصحاب القول الثالث بما يلي:

بقوله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (٢). .

وجه الاستدلال منها:

نهي الله - سبحانه وتعالى - عن الحلق، إلى حين الذبح - ليس واجبا على كل أحد - فدل ذلك على أن التحلل يكون بالحلق بعد الرمي) (٣).

٢ - واستدلوا كذلك بجملة ما استدل به أصحاب القول الأول، إلا أنهم ذهبوا إلى أن التحلل إنما حصل بالحلق بعد الرمي، وليس بالرمي وحده.

٣ - وحاولوا الجمع بين أدلتهم، وأدلة أصحاب القول الثاني التي فيها تعليق التحلل بالرمي وحده، بأن تلك الأحاديث لم تذكر الحلق، فيحتمل أن يكون التحلل والتطيب بعد الحلق، ويحتمل أن يكون بعد الرمي، فالأولى أن يحمل ذلك على ما يوافق حديث عائشة، لا على ما يخالفه، فيكون التحلل والتطيب بعد الحلق (٤).


(١) انظر: المغني ٥/ ٣١٠.
(٢) سورة البقرة الآية ١٩٦
(٣) نظر: المبسوط ٤/ ٢١.
(٤) انظر: شرح معاني الآثار للطحاوي ٢/ ٢٢٩.