للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمثال هذه الأحاديث المتآثرة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مما فيه الحث على الخير والدلالة عليه والحث على قضاء الحوائج، وبخاصة إذا أدرك المتأمل أن الحاجة في نصوص الشرع ذات مفهوم واسع مما هو مدلول عليه في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (١)»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا. . ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام (٢)».

وهذه رواية ابن عمر رضي الله عنهما. وعند الطبراني في الأوسط والحاكم، وقال: صحيح الإسناد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مشى في حاجة أخيه كان خيرا من اعتكاف عشر سنين (٣)».

ويتأكد هذا المعنى بالنظر في نصوص النهي عن خذلان المسلم وإسلامه للأعداء والنوائب، على حد قوله سبحانه:


(١) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ٢٦٩٩.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني حيث أورده من أسانيد بعضها ضعيف وبعضها حسن. انظر الصحيحة ٢/ ٦٠٨، ٦٠٩.
(٣) المنذري في الترغيب والترهيب ٣/ ٣٩١.