للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (١).

وعليه فإن من اجتهد في كف الأذى والعدوان عن أخيه فقد قام بصورة كبرى من صور التعاون. ولئن قال العربي الجاهلي: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فلقد جاء التفسير الإسلامي المحمدي لهذه المقولة لما لها من وقع عظيم على نفوس الإخوان والعشيرة، فتساءل الصحابة «وكيف ننصره ظالما؟ قال: " تكفه عن الظلم (٢)». فالمسلم أخو المسلم يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه (٣).

ومن هنا كان النكير الشديد على التعاون على الإثم والظلم وبطر الحق. وفي مثل هذا جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:

- ما أخرجه البخاري في تاريخه والطبراني والبيهقي في (شعب الإيمان) عن أوس بن شرحبيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام (٤)».


(١) سورة المائدة الآية ٢
(٢) صحيح مسلم ٤/ ١٩٩٨.
(٣) جزء من حديث متفق عليه البخاري مع الفتح ١٣/ ٧١٤٧، مسلم ١٦٥٢.
(٤) الدر المنثور ج (٣) ص (١٢)، والترغيب والترهيب ج (٣) ص (١٩٩) وقال حديث غريب، والفتح الكبير ج (٣) ص (٢٤١).