الإنسان بمفرده لا يستطيع القيام بشأنه كله وتحقيق مآربه جميعها، ولكننا نشير في هذه الفقرة إلى ثمار خاصة تتعلق بالدعوة وأهلها. ومن أهم ذلك:
التناوب في العمل وتقاسم الحمل:
في التعاون الصحيح يكون التفرغ الأكثر لأداء رسالة الدعوة ونشرها، وتوزيع أعباء الحياة ومشاغلها. فالمتعاونان يمكن أن يوزعا الوقت بينهما ليقوم كل واحد بالضروري في حياته، ومن ثم تتوفر الأوقات لعمل الدعوة والإصلاح.
ومن خبر التعاون هذا قصة عمر رضي الله عنه والتي أوردها البخاري رحمه الله في صحيحه وغيره، حيث قال عمر رضي الله عنه: «كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك (١)». . . إلخ القصة في خبر هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه. .
وقد بوب لذلك البخاري رحمه الله بقوله:" باب التناوب في العلم ".
قال. الحافظ في الفتح: " إن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه، ليستعين على طلب العلم وغيره، مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته، لما علم من حال عمر أنه كان
(١) صحيح البخاري العلم (٨٩)، صحيح مسلم الطلاق (١٤٧٩)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣١٨)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٤).