وإذا كان الأمر كذلك فمتى يتقبل الله توبة عبده؟ وما الدليل على قبولها؟ وما الشروط التي يجب أن يلزم العبد بها نفسه حتى يكون من هؤلاء الذين قال الله فيهم:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}(١).
إن هذا البحث (التوبة في منهج القرآن الكريم) يعد باكورة لعمل متواصل-بمشيئة الله- وثمرة صادقة لمعايشتي كتاب الله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولقد كتب على هذا النمط ليلائم طبيعة العصر؛ عصر الأزرار الفاتكة، والتقنية الباهرة، وكل ما يدعو إلى الدهشة، ويصيب الرؤوس بالدوار، وهدفه في النهاية عودة هؤلاء الشاردين الذين احتضنتهم مدنية الغرب بزيفها المغري، وبريقها الخادع، والرجوع بهم مرة أخرى إلى رحاب الله تعالى حيث صفاء الإيمان، ومرتبة الإحسان.
وعناصر هذا البحث لا تخرج عن هذا النطاق وهي:
١ - التوبة واقترانها بالإيمان.
٢ - التوبة واقترانها بالصلاة والزكاة.
٣ - التوبة والعمل الصالح.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يكون بداية خير وقنطرة إلى التوبة