للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذنب والمعصية، تبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة، فهي من هذا المنطلق تنصح القلب فتخلصه من رواسب المعاصي، وتدفعه إلى العمل الصالح، ثم تظل تذكر القلب فلا يعود إلى الذنوب، ولا يفكر في المعصية، ولا يقترب منها، ولا يكون للشيطان عليه من سلطان، قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} (١).

الثالث: بمعنى الندامة على الزلة، وهذا غير مقيد لا بـ (إلى) ولا بـ (على) قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٢).

هؤلاء يفتح القرآن لهم هذه النافذة المضيئة -نافذة التوبة- يفتحها فتنسم نسمة الأمل في الصدور، وتقود القلوب إلى مصدر النور فلا تيأس من رحمة الله، وكيف يحدث هذا والله سبحانه وتعالى يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٣). وكيف يخالجها قنوط والله تعالى يقول: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} (٤) السيئات جميعها جليلها وحقيرها، عظيمها وكبيرها، وكيف لا يكون كذلك والله قد أعلن في كتابه عن ذلك بقوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (٥)


(١) سورة الإسراء الآية ٦٥
(٢) سورة البقرة الآية ١٦٠
(٣) سورة الزمر الآية ٥٣
(٤) سورة الشورى الآية ٢٥
(٥) سورة الأنعام الآية ٥٤