للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه هي الشروط الثلاثة للتوبة، إذا كان الذنب والمعصية التي يريد التوبة منها بينه وبين ربه، أما إذا كانت المعصية تتعلق بحقوق العباد فقد أضاف العلماء شرطا آخر وهو:

الرابع: أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالا أو عقارا رده لصاحبه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله قالوا: ومن صاحب فرق الأرز يا رسول الله؟

فذكر حديث الغار حين سقط عليهم الجبل، فقال كل واحد منهم، اذكروا أحسن عملكم، قالا، وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق أرز، فلما أمسيت عرضت عليه حقه فأبى أن يأخذه وذهب، فثمرته له حتى جمعت له بقرا ورعاءها، فلقيني فقال: أعطني حقي؟ فقلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فذهب فاستاقها (١)».

إن حقوق الآخرين، لا تسقط بأي حال من الأحوال إلا إذا تنازل عنها صاحبها، وهناك أحاديث كثيرة، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة (٢)»، ويوم


(١) الحديث أخرجه البخاري في البيوع، ومسلم في كتاب الذكر حديث ٢٧٤٣ باب قصة أصحاب الغار، وأبو داود في كتاب البيوع حديث ٣٣٨٧
(٢) الحديث أخرجه الترمذي في الديات ٢١، والبخاري في بدء الخلق (٢) ومسلم في كتاب المساقاة ١٣٧، ١٣٩، وأحمد بن حنبل في المسند ١/ ١٨٧، ١٩٠، ٢/ ٣٨٧، ٤٣٢