للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الندم والتوبة ليسا نهاية المطاف، ولكنه العمل الذي يعقب الندم والتوبة، وللنية الطيبة مكانها، ولكنها هي بذاتها ليست مناط الحكم والجزاء، إنما تحسب مع العمل، فتحدد قيمة العمل، وهذا معنى الحديث: «إنما الأعمال بالنيات (١)» الأعمال. . لا مجرد النيات.

ولهذا لما «سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أطيب قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور (٢)».

وعن أنس رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حار، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، فمنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام -إعياء- وقام المفطرون فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله (٣)».

بل إن الإسلام عد الإقبال على العمل والتشمير عن ساعد الجد فيه ضربا من الجهاد في سبيل الله، «مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل


(١) رواه البخاري في صحيحه ١/ ٢ كتاب بدء الوحي، ومسلم في صحيحه ٢/ ١٥١٥ كتاب الإمارة، باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم
(٢) رواه أحمد في مسنده ٤/ ١٤١ عن رافع بن خديج
(٣) الحديث أخرجه مسلم في الصيام ٩٧، وأبو داود في الصوم ٤٢، والترمذي في الصوم ١٩، والنسائي في الصيام ٥٢، ٥٩، وأحمد بن حنبل في المسند ٣/ ٨٧، ١٢، ٦/ ٤٠٢ / ٥٩