فيه القول بالعمل، قد تولد عنده حب العلم، والحرص عليه، منذ بدأ يعي ما حوله، وقد اهتم به والده الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف عالم الرياض، وقاضيها: توجيها وترغيبا، عندما أدرك من ذكاء ابنه وفطنته ما يهيئه للأخذ من العلم بنصيب وافر.
فالشيخ إبراهيم يقصده الطلاب في مجالسه ودروسه ليأخذوا عنه، ويستفيد منه العاقة في فتاواه، ومن القضايا التي تمر عليه في المنازعات وغيرها، وضمن توجيهاته في الدعوة والإرشاد.
والعارض الصحي الذي قدره الله على عيني الشيخ محمد، لم يسلمه لليأس، بل زاده جدا، وعزما على المضي قدما في مشوار العلم، - كما مر بنا من قبل - يساعده أمران: - دافع وجداني؛ لأن العلم تغلغل في جوانحه، والإصرار على الأخذ بأسبابه استحوذ على مشاعره.
- ودافع ممن حوله شد عضده، وشجعه على الطلب: من الأب الذي يمحضه نصحه، ومن الأسرة العلمية التي اهتمت به، أخذا وعطاء ودعوة.
فكانت بداية المشوار العلمي للشيخ محمد - بعد أن استسلم لقضاء الله، ورضي بقدره عندما فقد حبيبتيه - أن أعاد القرآن الكريم حتى ختمه حفظا، في فترة وجيزة، إذ عوضه الله عن البصر البصيرة، وعن الإحساس بالنظر لما حوله الذاكرة التي تستوعب ما يلقى إليها، والنهم العلمي الذي جعله يطلب المزيد باستمرار.