للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واهتمامه بالقرآن الكريم أولا، جاء من مكانة القرآن الكريم من قلبه؛ لأن كل طالب يراه مجمع العلوم وأساسها.

وقد جعل الصبر والمثابرة مطيته في طريق العلم، محتملا في سبيل ذلك المشاق، مع التواضع في الأخذ، والتأدب مع المعلمين، فالعلم لا يناله مستكبر ولا مستح، مستعينا على ذلك بالله، ثم الدعاء وحسن العبادة مع خالقه، متأسيا بقول الشاعر:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر

ذلك أن العلم الذي هو ميراث الأنبياء، له أدب في الأخذ، وواجب في العطاء، وحق لازم عند من أخذه، كما جاء في الحديث الصحيح: «إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم (١)». وفي بعض الروايات زيادة: «فمن أخذه أخذه بحقه»، وحق العلم التبليغ.

وطالب العلم الصادق في النية، يضع نصب عينيه في طلبه: الإخلاص لله، والاهتمام بتبليغه، والتواضع في حلقاته، والتأدب مع معلميه، والحرص على تبليغه، والاهتمام بأمانته، وعدم مماراة السفهاء فيه، والعهد على ذلك، ومن صدق مع الله، وعلم منه سبحانه حسن النية في ذلك، أعانه الله في طلبه للعلم، ويسر له سبله، حتى يبلغ غايته.

والشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - الذي ظهرت عليه النجابة مبكرا، قد حرص على أن تكون هذه الأمور أمامه منذ


(١) سنن أبو داود العلم (٣٦٤١)، سنن الدارمي المقدمة (٣٤٢).