بداية المشوار، عدة تعينه على المسيرة وتخطي العقبات، متأسيا في ذلك بسير أعلام الإسلام، وعلماء السلف من المسلمين، ومتأثرا بأقرب الناس إليه، حيث يشد طلاب العلم رحالهم إلى مدينة الرياض، التي أصبحت محط الأنظار لتوافر العلماء، رغم ما يكتنف هؤلاء الطلاب من مشقة في الترحل، وفراغ في اليد، إلا أن المورد العذب شوقهم لينهلوا منه. ومن رحمة الله بهذا الشاب المتوثب - الشيخ محمد - أن كانت المناهل العذبة، تحت سمعه وبصره، فدفعه ذلك إلى المزاحمة والمثابرة، فبدأ قراءة المختصرات العلمية من مؤلفات جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الفقه والعقيدة، وهي رسائل مركزة في محتوياتها، مبسطة في أسلوبها، سهلة في فهمها، مما ترغب الطالب، ولا تثقل على المبتدئ وتشوق إلى المزيد. وإلى جانبها كان يأخذ مبادئ النحو والفرائض.
كانت هذه البداية على يد والده الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، الذي كان له خير موجه ومعين ومرغب، فكان الأب يعطي ابنه من هذه العلوم بقدر ما يتلاءم مع رغبته وقدراته، كالطبيب الذي يصف جرعات الدواء. . فلا يزيده ليمل، ولا ينقصه ليتألم ويتحسر.
لكن همة التلميذ، وما حباه الله من فطنة وذكاء، كل ذلك جعله يستوعب هذه المختصرات في فترة وجيزة، مع حفظها عن ظهر قلب.