للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم زادت رغبته في التحصيل، وسمت نفسه إلى المزيد من العلم، كالظمآن الذي أعطي جرعات قليلة من الماء، فزادته هياما؛ لأنه رآها لا تروي ظمأ، ولا تسد حاجة.

ولما كان لعمه العلامة الورع الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف عالم الرياض، وحكيم علمائها، حلقات في العقيدة، فإن الشيخ محمدا وجدها فرصة مهيأة لينتظم فيها، فبدأ بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم العقيدة الواسطية، تلتها الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فحفظ ذلك. كما قرأ عليه في أصول التفسير والحديث أيضا.

أما فقيه الرياض ومحدثها، الذي جعل الله له قبولا لدى الخاص والعام، الشيخ سعد بن الشيخ حمد بن عتيق، فقد قرأ عليه الحديث والفقه، ومصطلح الحديث، ولسعة علم الشيخ سعد، فقد حرص الشيخ محمد على ملازمته، والنهل من مورده العذب، فاستفاد منه كثيرا.

أما الشيخ حمد بن فارس اللغوي البارع، فقد أخذ عنه الشيخ محمد في اللغة العربية: ألفية ابن مالك، وقرأ عليه في بعض المؤلفات في النحو، كما قرأ عليه في الفقه أيضا.

وازداد في علم الفرائض، بما تعلمه على الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود العنزي، عندما نزل الرياض واستوطنها (١).

ويذكر ابن قاسم في تفصيله لمناهله العلمية: أنه أول ما


(١) يراجع في هذا (مشاهير علماء نجد وغيرهم) ص ١٧٠.