والتأليف، وما يصدر فيه من جديد، فكان متابعا لذلك باهتمام بالغ وبدقة؛ ليوجه من شطح قلمه، ويعلم من انحرف فكره، وينبه من غفل قلبه، في أدب جم، ودأب وصبر، ومثابرة على التعليم وحسن التوجيه، فكان الشيخ محمد - رحمه الله - هو المؤسس في عام ١٣٨٥ هـ لمؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية، والتي صدر عنها مجلة الدعوة.
فالمتابع لأسلوب ومنهج الشيخ في التعليم ومتابعة طلابه، وفي حكمته وسعة صدره في معالجته للأمور، يدرك أنه قلعة منيعة، بعلمه الواسع، ونظرته البعيدة، وصبره على عظائم الأمور، وحلمه في المواقف العصيبة، وصلابته في الحق، وحرصه على سد الذرائع، ودرء المفاسد.
ولذا يروى عنه رحمه الله، أنه لما ناقشه بعض المتحمسين في بعض المسائل التي له نظرة خاصة فيها، بعيدة المرمى، قال للمناقش: ستعلمون عن مكانة محمد بن إبراهيم، وحسن تصرفه في معالجته الأمور، بعدما تفتقدونه. وما ذلك إلا أنه رحمه الله كان يعلم ويوجه، ويعالج كل معضلة بما يناسبها، فمن عليه ملاحظة يعالجها بطريقة خاصة بينه وبين من لوحظ عليه؛ حيث ينفرد به، وينصحه بأفق واسع، وصمت وهدوء، ثم يلي ذلك المتابعة وتحسس صدق إنابته، كل ذلك يراعي فيه تغليب المصلحة، وعدم جرح الشعور؛ لأنه يرى أن لكل جواد كبوة.
وكان يراعي في معالجته الأمور القاعدة الأصولية التي