للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك بما حرص عليه من تهيئة ما يعينهم على التفرغ للعلم، وبذل الأسباب المعينة على التحصيل.

وكان الشيخ محمد - رحمه الله - قد رغبهم في ذلك: بالبشاشة وحسن الاستقبال، وبالليونة وبسط الوجه، كما هيأ لهم كل وقته، تعليما على جميع المستويات، وفي أنواع المعارف الشرعية والعربية؛ لأنه - رحمه الله - كان موسوعة علوم، وحافظا متمكنا للمتون، وكان يردد على طلابه القول المأثور: حفظ المتون يشذ المتون.

كما كان قدوة لتلاميذه الذين أصبحوا علماء في جهات المملكة، بما رسم لهم من برنامج يومي، وأسلوب جيد في المحادثة، وحسن الاستماع، مع حسن خلق وتنظيم للوقت بين عمل الدين والدنيا.

فكان طلابه يأخذون منه ما طبقوه عملا بعدما تحملوا المسئولية في أعمالهم المناطة بهم: في التدريس والدعوة، وفي التنظيم بين العامة والطلاب، وفي الورع عند إصدار الأحكام، وفي التأدب معه واستشارته ورفع الأمر إليه في مجال الغيرة على الدين، والعقيدة، وإنكار المنكرات، وفي وقار القاضي، وهيبة مجلس القضاء، وفي التعفف عما في أيدي الناس، والبعد عن المجالس التي تنزل قدر طالب العلم، وفي الحرص على انتهاج طريق السلف الصالح في مكانة العلماء وعبادتهم.

وكل هذه الأمور تغني عن مؤلفات في مجالها؛ لأنه زرعها