في رجال آتت أكلها على الوجه المرضي. . ومع هذا فكان يتابع ويوجه، ويراقب جميع طلابه في أعمالهم، ويمحضهم نصحه، ويعاقب من يراه أهلا للعقاب بأسلوب رقيق مهذب.
يقول معالي الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن إبراهيم: إن الشيخ محمدا لما عزم على تعيين الشيخ عبد العزيز بن باز في الجامعة الإسلامية بالمدينة، استدعاه وعرض عليه هذا الأمر فأجابه الشيخ عبد العزيز قائلا: أنا لا أرغب في ذلك. فقال الشيخ محمد رحمه الله، لا يخفاك أهمية هذه الجامعة وأملنا كبير في أن تنتشر منها الدعوة الإسلامية في العالم، إن شاء الله. فقال الشيخ ابن باز: إذا كنت تؤكد علي في ذلك فليس لدي إلا السمع والطاعة. فقال له الشيخ: أرى أنه لا يصلح لهذه الجامعة إلا أنت، فتوكل على الله. فقال الشيخ عبد العزيز: سمعة وطاعة وأخذ عصاه، وقام ممتثلا لما ألزمه به الشيخ محمد. وكان في تعيينه في هذه الجامعة الخير الكثير (١).
فكان الشيخ إماما في عمله، يتحمل أعباء كثيرة لصالح الأمة، وتعليم أبنائها، مما شغله عن الإكثار من التأليف، لكنه لم ينشغل عن التعليم والإشراف عليه، وإفادة الناس بالإفتاء والتوجيه والإرشاد، كما سيبين ذلك من أعماله.
ولعل أهم مؤلفات الشيخ رحمه الله، تلك الفتاوى التي جمعت بعد وفاته، وخرجت في ١٣ مجلدا والتي تنبئ عن غزارة
(١) المصدر: الشيخ صالح بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد خطيا.