وكان الشيخ لا يرى غير ما عليه الجمهور والمعمول به، وهو عشرون ركعة والوتر، ثم أورد حادثة حصلت للشيخ إبراهيم ابن عبد الله بن عتيق، الذي كان قاضيا في الشمال، فصلى التراويح إحدى عشرة ركعة فجاءه برقية من الشيخ محمد، بأن يصلي كما يصلي الناس، فعاد وصلى عشرين ركعة، كما أمر سماحته.
وبعد أن ساق هذه الأمثلة قال: وندرك أن الحاجة للتأليف في الرد على المخالف ليس بضروري ولا حاجة له، وما دامت السلطة هي الموجهة في حل النزاع والخصام، كما قال عثمان رضي الله عنه:" إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن "(١).
والعارفون بالشيخ محمد رحمه الله عن قرب، يرون أن له في هذا نظرة بعيدة، تتمثل في خوفه على الأمة من تعدد الفتوى، فيكون من ذلك نتائج بانت آثارها في عصور مختلفة، وفي جهات من ديار الإسلام، ومن ذلك الفرقة، والتطاول على الفتيا ممن لا يحسنها، والأخذ بالرخص، واتساع شقة الخلاف والشحناء بين طلبة العلم.
(١) انظر كتابه (تاريخ من لا ينساه التاريخ) ص ٥٣ - ٥٦ حيث اختصرنا منه ما يفي بالمطلوب.