للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخوضون في حقيقة الذات ولا في معاني الأسماء والصفات، ويؤمنون بمتشابه القرآن وينكرون على من يبحث عن ذلك من فلانة وفلان، وإنكار الإمام مالك على من سأله عن معنى الاستواء أمر مشهور وهو في عدة من الكتب منقول ومسطور " (١).

وقال في آخر الكتاب مصرحا بأنه على مذهب السلف الصالح: " وبمذهب السلف أقول وأدين الله تعالى به، وأسأله سبحانه الموت عليه مع حسن الخاتمة في خير وعافية " (٢).

ومع هذا فالمؤلف عفا الله عنه قد اضطرب في هذا الباب ولم يسلم من مخالفة مذهب السلف؛ لأنه لم يكن خبيرا بمأخذ السلف على غيرهم مع حرصه الشديد على أن يقتفي سبيلهم ويسير على - طريقهم، فهو أحيانا ينقل كلام السلف ويؤيده وينصره، وأحيانا ينقل عن المتكلمين ويصفه بأنه مذهب السلف وقولهم، وهذا يحدث منه في الأمور التفصيلية، فهو مثلا ينسب القول بالتفويض إلى السلف وأنهم فوضوا المعاني والكيفية.


(١) أقاويل الثقات (٤٥ - ٤٦).
(٢) أقاويل الثقات (٢٠٠).