للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجعل القول بأن آيات الصفات وأحاديثها من المتشابهات قولا للسلف.

يقوله في كتابه (أقاويل الثقات) بعد أن تكلم عن المتشابه ما هو؟، يقول: " إذا تقرر هذا فاعلم أن من المتشابهات آيات الصفات التي التأويل فيها بعيد فلا تؤول ولا تفسر، وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها " (١).

ويقول أيضا: " ومن المتشابه: صفة الرحمة والغضب والرضا والحياء والاستهزاء والمكر والعجب. . " (٢) وقال أيضا: " إن هذه الأحاديث ونحوها تروى كما جاءت ويفوض معناها إلى الله أو تؤول بما يليق بجلاله سبحانه، ولا ترد بمجرد العناد والمكابرة " (٣).

وهذا كله خلاف مذهب السلف؟ لأن السلف رحمهم الله تعالى يعتبرون آيات الصفات وأحاديثها ليست من المتشابه؛ لأن معانيها معلومة معروفة من لغة العرب.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الرد على من يقول: إن آيات الصفات من المتشابه، يقول: " وأما إدخال


(١) أقاويل الثقات (ص ٦٠).
(٢) المصدر السابق (ص ٧٠).
(٣) المصدر السابق (ص ١١٧ - ١١٨).