للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المخلوق فليس له أن يحلف إلا بالله، ولا يجوز له أن يحلف بالنبي، ولا بالأمانة، ولا بأبيه، ولا بغير ذلك من المخلوقات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت (١)». ولقوله عليه الصلاة والسلام: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك (٢)» أخرجه الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإسناد صحيح.

فلا يجوز لأحد أن يحلف بأبيه أو بأمه أو بنبي أو بفلان، إنما الحلف بالله وحده: والله وبالله وتالله، وغيرها.

ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون (٣)».

ويبين جل وعلا في هذه السورة العظيمة أن الإنسان في خسران، الرجال والنساء والجن والإنس كلهم في خسارة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٤) هؤلاء هم الرابحون السعداء، الذين آمنوا بالله ورسوله، آمنوا بأن الله ربهم ومعبودهم الحق، وأنه فوق السماوات وفوق العرش وفوق جميع الخلق سبحانه وتعالى، آمنوا بعلو الله وأنه سبحانه فوق العرش بائن من خلقه، كما قال جل وعلا: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٥).


(١) رواه البخاري في (الشهادات) برقم (٢٦٧٩)، ومسلم في (الأيمان) برقم (١٦٤٦) واللفظ متفق عليه
(٢) رواه الإمام أحمد في (مسند العشرة المبشرين بالجنة) برقم (٣٣١).
(٣) رواه النسائي في (الأيمان والنذور) برقم (٣٧٦٩)، وأبو داود في (الأيمان والنذور) برقم (٣٢٤٨).
(٤) سورة العصر الآية ٣
(٥) سورة طه الآية ٥