للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (١) هذا هو ربنا سبحانه وتعالى له الخلق والأمر، وهو فوق العرش وعلمه في كل مكان، ترفع الأيدي إليه بالدعاء سبحانه وتعالى، وهو العلي العظيم، قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (٢). وقال سبحانه: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (٣). وهو جل وعلا فوق العرش استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٤). ولا يعلم كيف صفاته سبحانه أحد سواه.

فربنا سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى فوق الخلق، وهو الرحمن الرحيم، وهو العزيز الحكيم، وهو الرؤوف الرحيم، والقادر على كل شيء، وهو المستحق لأن يعبد، فالواجب علينا جميعا رجالا ونساء أن نعبده، بماذا؟ بطاعة أوامره، وبترك نواهيه والإخلاص له في العبادة وحده، فندعوه وحده، ونرجوه، ونستعين به، وننذر له، ونصلي له، ونسجد له، ونصوم له، ونصرف جميع العبادة له وحده سبحانه، يقول الله جل وعلا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٥)


(١) سورة الأعراف الآية ٥٤
(٢) سورة فاطر الآية ١٠
(٣) سورة المعارج الآية ٤
(٤) سورة الشورى الآية ١١
(٥) سورة الإسراء الآية ٢٣