والذي دفع عالمنا المسلم الخوارزمي إلى تأليف كتابه " الجبر والمقابلة " هو سد الاحتياجات العملية للناس التي تتعلق بالميراث وتقسيم الممتلكات والتجارة. ولقد درس علم الفرائض وهو علم الحصص الشرعية للورثاء الطبعيين. كما ذكر المؤلف فاندز في كتابه مصدر جبر الخوارزمي " أن جبر الخوارزمي يعتبر القاعدة وحجر الأساس لكل العلوم. ومن ناحية أخرى فإن الخوارزمي أحق من ديوفانتوس بأن يلقب بأبي الجبر لأن الخوارزمي هو أول من درس الجبر في صورة بدائية، أما ديوفانتوس فكان مهتما بصورة رئيسية بنظرية الأعداد ". وقد بين الخوارزمي في مقدمة كتابه " الجبر والمقابلة" أن الخليفة المأمون هو الذي طلب منه أن يؤلف كتاب الجبر والمقابلة كي يسهل الانتفاع به في كل ما يحتاج إليه الناس". وهنا نورد نص مقدمة كتاب الجبر والمقابلة" وقد شجعنا ما فضل الله به الإمام" المأمون " أمير المؤمنين مع الخلافة التي حاز له إرثها وأكرمه بلباسها وحلاه بزينتها، من الرغبة في الأدب وتقريب أهله وإدنائهم وبسط كنفه لهم، ومعونته إياهم على إيضاح ما كان مشتبها وتسهيل ما كان مستوعرا، على أني ألفت من كتاب الجبر والمقابلة كتابا مختصرا، حاصرا للطيف الحساب وجليله، لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسماتهم وأحكامهم وتجاراتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأراضي وكري الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهه وفنونه، مقدما لحسن النية فيه، راجيا لأن ينزله أهل الأدب بفضل ما استودعوا من نعم الله تبارك وتعالى وجليل آلائه وجميل بلائه عندهم منزلته، وبالله توفيقي في هذا وغيره، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ".