نجحوا في كثير من مخططاتهم، وأضلوا أعدادا وأفرادا وجماعات كثيرة من ناشئة المسلمين ذكورا وإناثا. وهكذا ما يفعله الكثير من المسلمين المعجبين- وللأسف- بالكفار وعلومهم، حيث يبعثون أولادهم وفلذات أكبادهم من ذكور وإناث إلى تلك الدول المتقدمة -كما يعبرون- قاصدين منهم التربية والتدريب، وتعلم لغاتهم الراقية في زعمهم؛ فلا تسأل عن آثار ذلك ومفاسده، وأقرب ذلك وأشهره ما تؤثره تربية المستقدمين إلى بلاد المسلمين كالنساء اللاتي يتولين تربية الأطفال وحضانتهم، وكالمدربين والمعلمين في المدارس والمنازل، من أولئك الأعداء الألداء الذين يضمرون العداء للإسلام وأهله، ويحملون مذاهب هدامة، أو كفرا بواحا، أو بدعا منكرة مكفرة أو مفسقة، قد أشربتها قلوبهم.
ولا شك أن كل أولئك على يقين من صحة ما يدينون به وأحقيته، رغم بعد ذلك عن الصواب، ولكنهم تربوا على تلك الأديان منذ الطفولة، وتلقوا عقائدهم الزائفة عمن يثقون بنصحه، ولقنهم آباؤهم ومعلموهم ما يؤكد لهم صحتها وسلامتها، وبطلان ما سواها، فتمسكوا بتلك المذاهب والنحل وعضوا عليها بالنواجذ، وزين لهم الشيطان أن الصواب في جانبهم، وأنهم على عقيدة صحيحة الأصول، قويمة الأدلة، تلقوها عمن يثقون بعلمه ونصحه، فلهذا يندر أن يتخلوا عن معتقداتهم ودياناتهم، وكيف يتحولون عن مذاهب ومعتقدات تقلدوها عن أسلافهم ومشايخهم الذين هم محل ثقة عندهم وإجلال وإكبار، فلا يتصورون أو يخطر ببال أحد منهم أن يصدر خطأ أو ضلال أو انحراف من أفراد علمائهم فضلا عن جماعتهم.