ولا شك أن أولئك الوافدين مع رسوخ تلك العقائد في نفوسهم، ومع تمكنهم من إظهارها والدعوة إليها، متى أمنوا الضرر فلا بد أن يحرصوا بكل ما أوتوه من جهد على نشر دياناتهم، وترسيخها في نفوس من يتولون تعليمه محتسبين في ذلك الأجر والثواب، كما قال الله عنهم:{وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(١).
لكن الدعاة إلى دين الإسلام الصحيح، وعقيدة السلف الصالح، يرجون من الله ما لا يرجو هؤلاء من التعليم أو التربية أو الحضانة.
فلا تسأل عما يقومون به من بث سمومهم، ونفث شرورهم في أذهان من يحتكون بهم، أو يتولون تنشئتهم وتعليمهم، فيتلقن أولئك الأطفال والجهال ما يلقيه عليهم أولئك المربون والمدرسون من عقائد منحرفة، وبدع منكرة، مسلمين بصحتها، محسنين الظن بأساتذتهم ومشايخهم الذين اختارهم أولياء الأمور لهم ليتربوا على أيديهم، فيصعب بعد ذلك تخلي أحدهم عن هذه التوجيهات والتعاليم التي نشأ على استحسانها في صغره، ويخيل إليه أن من خالفها فقد خالف الصواب، ولو كان من آبائه وإخوانه أو المواطنين معه إلا من شاء الله تعالى.
فلا جرم أحببت أن أكتب كلمات حول هذا الموضوع تحت هذه العناوين: